شرح نص لا تبكين على رسم ولا طلل
شرح نص لا تبكين على رسم ولا طلل
الاجابة هي:
لا تبكينّ على رسم و لا طلل
الشاعر: أبو نواس
شرح الأستاذ: جلال البحري
التقديم: خمريّة من خمريّات أبي نواس تندرج ضمن محور: " الشعر الجاهلي "
الموضوع:
ثورة أبي نواس على الوقفة الطلليّة و فلسفته في الحياة
المقاطع:
حسب معيار بنية القصيدة
1- ب1...ب2: الوقفة الخمريّة
2- ب3...ب10: التغزّل بالخمرة
3- البقيّة: فلسفة الشاعر في الحياة
الشّرح
المقطع الأوّل: الوقفة الخمريّة
عُج/ اقصد: أمر يخرج عن معناه الأصلي- و هو طلب القيام بالفعل على وجه الاستعلاء- ليفيد الالتماس
لا تبكينّ: نهي يخرج عن معناه الأصلي- و هو طلب الكفّ عن الفعل على وجه الاستعلاء-ليفيد الالتماس
أمر + نهي: أسلوب إنشائي
إنّ توسّل الأسلوب الإنشائي وظيفيّ في هذا المقطع:1- الخطاب يُوهمنا في البداية أنّ مضمون القول ناتج عن " ثورة عاطفيّة " حرّكتها نوازع النفس و هواجسها
2- الشاعر يلتمس من مخاطَب مُفترض ( النديم/ القارئ ) أمرا ما، و هو ما يجعل الخطابَ فضاء مُنفتحا يخرج من إطار الذاتيّة إلى إطار الغيريّة
عُج: عاج: مال و عطف
للوقوف على راح و ريحان: مفعول لأجله
ما: نفي ( معنى ليس )
الأطلال: ج. طلل/ آثار الدّيار بعد أن تركها أهلها
راح/ ريحان/ عقار: معجم الخمرة
يلتمس الشاعر من مُخاطبه أن يُغيّر وجهة سيره و ذلك بترك عالم الأطلال و التوجّه إلى حوانيت الخمرة، و هو تغيير جسديّ ( عُج ) يُمثّل تصالحا مع نداء الذات و استجابة لشهواتها و غرائزها
تشبيه
المشبّه: العقار
المشبّة به: عين الدّيك
الأداة: الكاف
وجه الشبه: الصّفاء و النقاء
إنّ عقد هذا التشبيه بين الخمرة و عين الدّيك يمكن أن يفسّر بطريقتين:
1- الخمرة تماثل عين الدّيك في الصّفاء و النّقاء
2- الخمرة إيذان بميلاد أمل جديد و حياة جديدة / عين الدّيك إيذان بميلاد فجر جديد و حياة جديدة
هذا الالتماس يعكس نظرة أبي نواس إلى هذين العالمين المتناقضين: عالم الأطلال / عالم الخمرة
الأطلال: ترمز إلى الموت + الفناء + العدم + اليأس + الحزن + الانكسار
الخمرة: ترمز إلى الحياة + الأمل + السعادة + الانتصار
مفاضلة الشاعر بين العالمين تتحدّد وفق هذا البعد الرّمزي الذي يحيط بهما.
نداء الخمرة هو تصالح مع غرائز الذات و نوازعها: إنّه تصريح بالمسكوت عنه و محاولة " شرعَنتِه "
هذه الدّعوة إلى ترك الوقفة الطلليّة و تعويضها بالوقفة الخمريّة في مستوى الواقع ستنعكس عند أبي نواس في مجال القول الشعريّ، فالشاعر نراه ثائرا أيضا على بنية القصيدة الجاهليّة رافعا لواء التجديد فيها.
هناك تحطيم للوقفة الطلليّة في مستوى الكتابة ( النصّ الشعريّ ) و تعويضها بوقفة خمريّة تستجيب لأبعاد رمزيّة تحضر في ذهن الشاعر. و لكنّ هذا التجديد لم يكن قطعا نهائيّا مع القديم بل وُلِد من رحِمه، ذلك أنّ أبا نواس قد حافظ على مفهوم " الوقفة " و لكنّه ألبسه لبوسا جديدا، فالوقفة الطلليّة عوّضت بوقفة خمريّة.
هناك استبدال مضمونيّ فقط
التجديد ليس قطعا مع الماضي و لكنّه تطوير له
التجديد لا يُمكن أن ينتج من فراغ
المقطع الثاني: التغزّل بالخمرة
سيقوم الشاعر في هذا المقطع بوصف خمرته
سيعدّد صفاتها