ذكريات الطفولة – ماذا فقد أطفالنا
عندما نعيد شريط الذكريات إلى الوراء وبالذات ما فعلناه في طفولتنا نتساءل ماذا فقد أطفالنا وماذا فقدنا نحن
تعود بنا الذكريات لنتذكر الجري واللعب والقفز وقضاء الإجازات مع الأهل والأقارب والسفر إلى
مناطق المملكة ومشاهدة المرتفعات الجميلة الخضراء وملامسة الغيوم والسفر إلى السواحل
الطويلة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية واللعب على الرمال والجري على الشواطئ
وزيارة المدن المختلفة فيها اللهجات والكرم الذى يتمتع به الناس بكل منطقة والاستمتاع
بالشواء ومشاهدة الدخان ..
نشعر في أنفسنا بأننا عشنا طفولة سعيدة رائعة كنا نضحك مع والدينا ونتحدث مع خالاتنا
وعماتنا وجداتنا ..
حياة مليئة بالتواصل والمشاركات في الأنشطة المدرسية والمسرح المدرسي
والمسابقات المختلفة .. حياة مليئة بالحب والخوف على بعضنا البعض
كنا نساعد الوالدين في البيت ونحمل معهم الأغراض لم نفقد المشاركة بل مشاركين
بعضنا البعض في علبة البسكويت أو في قطع الحلوى بعكس أطفالنا اليوم فهم
فاقدين للمشاركة وفاقدين التواصل مع الآخرين ويقل التواصل كلما كبر في سنه
يبدأ ذلك بعد سن السابعة يقل تواصله تدريجيا وتقل مشاركاته شيئاً فشيئاً
كنا سابقا نلعب العاب الذكاء ومسابقة الكلمات في أسماء الدول وأسماء المدن
كنا نسعد إذا ذهب بنا أبي لشراء الآيسكريم نجول ببصرنا في المكان ونتأمل الألوان
نسعد أكثر عند زيارة الجد والجدة في القرية .. كم هي جميلة القرية نشاهد الأغنام
ونجري وراء الدجاج ونجمع البيض ونقطف الثمار من المزارع المجاورة
عندما أذهب بأطفالي إلى القرية الآن فإن أول شرط يضعونه هو أن يكون هناك
انترنت بسرعات عالية واذا لم يتوفر ذلك يضعون هذا السؤال :
أبي متى سنعود للمنزل ؟
كل ذلك فقده أطفالنا الذين أصبحوا محكومين ونحن
معهم في نفس السجن المطبق علينا من أجهزة جوال واتصالات والعاب ومشاهدة الأفلام
والمسلسلات عبر الإنترنت أصبح السجن صغيراً جداً والوقت لا يكفى لزيارة الأقارب
تعلقنا بالتقنية وتعلق فيها الأطفال الذين أصبحوا كالروبوتات حتى فقد الأطفال الحس
الاجتماعي للتواصل تأثرت ابصارهم واختلف الغذاء الذين يتناولونه فالبعض اخذ يدمن
أغذية معينة مثل النشويات فقط وعند الحديث إليهم والتواصل معهم تجدهم مشغولينًً
في عالم آخر ويفكرون في تجاوز نقاط معينة بلعبة على الآيباد او الآيفون والكبير
منهم يفكر في مواصفات جهاز معين مثل كمبيوتر بي سي أو محمول و بلايستيشن
ومشاكل السرعة في الانترنت تكتشف أن أبنك معك بجسمه فقط وروحه في
مكان آخر فقد الأطفال أهم عنصر في الحياة وهو لذة الحياة وجمالها فقدوا
التواصل الصحيح بين الوالدين …. فماذا فقد أطفالنا وماذا فقدنا نحن ؟ أين حقوقهم ؟